ميسي هو الداء وهو الدواء

استنتاجات من تصريحات الأسطورة،،،، رجاء اراءكم

أخواني الأحباء،
لطالما استمتعت بمقالاتكم ، وأعجبتني اراءكم احيانا ، ولم تعجبني ايضا في كثير من الاحيان، حيث وجد من يقيم بناء على نتائج الفريق ومن تحكمه عاطفته فيرفع للسماء اسما ما عند الفوز، ويعود فيصب جام غضبه على نفس الاسم عند الخسارة

أكثر من موضوع يجول في خاطري وسابدا بموضوع قديم يدور في ذهني، بدأ منذ الخروج الحزين امام تشيلسي والذي كان نتيجته رحيل الفيلسوف. وانا من أكثر المحبين له وهذا من حقي وحق محبيه، فمالذي قد يجعلك لا تحب بيب

ألقاب، أداء ممتع وجميل، تواضع ، واخلاق ، واحترام للمنافسين ، حب وغيرة على الشعار، فهو ابن الفريق وابن كالتالونيا، مجدد ومبتكر وعشنا معه اربع سنوات كنا فيها الافضل في العالم.
من ممر شرفي وهزيمة مذلة بـ 4-1 امام الغريم ، الى انتقام بـ 6-2 وفي نفس الملعب بعد عام واحد
خلال اربع سنوات لم يعرف المدريديون طعم الفوز في ملعبهم، وفي اول مباراة بعد رحيله فازوا.
بعد الخروج امام تشيلسي لم أصدق ما كنت اقراه على الموقع من مطالبة برحيله، واتهامه بالافلاس، وكان عشاق البارسا شاهدوا مباراة اخرى غير التي كنت اشاهدها، فشتان بين خروجنا امام البايرن العام الماضي وامام الاتلتيكو في هذا العام وبين خروجنا امام كل من الانتر وتشيلسي.
أن تخرج وأنت الافضل رغم الخروج باعتراف العالم كله (الا مشجعيي البارسا انفسهم) وبين ان تخرج بمهازل في الاداء قبل النتيجة فماذا تغير، ولماذا انهار الفريق بعد بيب، اسمحولي أن اقتبس من تصريحاته لنستنتج منها سويا:
بعد مباراة تشيلسي قال : "كنا أفضل من خصومنا، ولكن دخل مرمانا هدف بدون داع في مباراة العودة وخرجنا من البطولة، وكانت هذه الهزيمة قاسية بالنسبة لي في حقيقة الأمر. وشعرت بأنني لم أعد قادرا على تحفيز لاعبي الفريق".
"تحقيق 14 لقبا خلال 4 سنوات يعني أنها كانت الفترة الأنجح في تاريخ النادي، ولكن ربما كان لهذا أثر سلبي أيضا، حيث كان من الصعب إيجاد الحافز، سواء بالنسبة لي أو بالنسبة للاعبين"
قبل رحيله عن الفريق وبخصوص تجديد عقده قال: "إذا احترم النادي رغباتي فذلك أمر جيد، وإن لم يحصل هذا فسيكون الوضع سيئاً، لكني لا أريد خداع نفسي، والواقع أني لم اتخذ قراري بعد".
من هذه التصريحات وغيره يظهر لنا ان بيب كان يلمس أن بعض اللاعبين قد افتقدوا للحافز أو لربما بدأوا يتعبون من متطلبات بيب، ومن قال أن اداء التيكي تاكا على طريقة بيب أمر سهل، هو أمر صعب وصعب جدا، ويتطلب بالمقابل الكثير من التضحية في الحالة الدفاعية من المهاجمين قبل المدافعين.

بيب وكما تسرب قبل رحيله توترت علاقته ببعض اللاعبين، فقيل أنه أراد بيكيه خارج النادي، كما أن تسريبات عن توتر علاقته بالليو واكزافي كانت أشيعت، لكن الأمور لم تتطور لأن بيب كان قد اتخذ قراره بالرحيل فعلا.

بيب ليس جبانا ولا مفلسا كما يدعي منتقدوه، فقد قدم بعد السداسية مواسم رائعة ، وعاد وحقق خماسية ، وعندما رحل ، رحل الى فريق حقق ثلاثية، وهي مهمة صعبة جدا أن تذهب لفريق حصل على كل شيء في العام الماضي، وبيب يدفع ضريبة اختياره بعد هزيمته أمام الريال.

السبب الرئيسي وراء رحيل بيب نجده بين سطور تصريحاته، الحافز ثم الحافز لدى بعض اللاعبين، ثم الادارة، فلربما بيب اراد بعض الاسماء خارجا، قد يكون بيكيه احدها، وربما اسماء اهم منه ايضا لكنه من جانب لم يصل الى اتفاق مع الادارة ومن جانب اخر لم يرد ان يوتر علاقته مع اسماء هامة ، كانت ركيزته الاساسية في تحقيق الالقاب.

ميسي داء الفريق ودواءه:

[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

ميسي وماادراك ما ميسي، اللاعب الذي بنى عليه بيب انجازاته مع ثنائي خط الوسط اكزافي وانيستا، ميسي الذي يفعل ما لا يقدر غيره ان يفعله، كيف لا واربع كرات ذهبية متتالية كفيلة بالحديث نيابة عنه، ولكن!!
بالرغم من ان ميسي فوق النقد بالنسبة لمعظم من هم في المنتدى، كيف لا ومنهم من يشجع البارسا لاجل ميسي، ومعهم حق، فلاعب اسطوري كهذا قد يجعل البعض لا يستطيع ان يرى البارسا بدون ميسي، فبالنسبة له البارسا ميسي وميسي هو البارسا، كما ان البارسا كان رونالدينيو بالنسبة لي في يوم من الايام. لكن مع ذلك وبعيدا عن العاطفة، هل ميسي ايام بيب هو نفسه الليو بعده، وهل هو من اللاعبين الذي راى فيهم بيب انهم فقدوا الحافز؟
عندما اتى بيب الى الفريق اول مافعله هو التخلي عن نجوم الفريق والذين وجد لديهم تراجعا في الحافز وعلى راسهم معشوقي رونالدينيو، طبعا لم يعجبني ذلك في وقتها بالرغم من الاداء الهزيل للاعب في اخر مواسمه، لكن رونالدينيو كان وقتها بعمر 28 سنة وكنت متاكدا من عودته وهذا مالم يحدث طبعا، اذا بيب اصاب باستبعاده بسبب عدم استعداد اللاعب للتضحية في تدريبات الفريق، فرونالدينيو لم يسترجع ابدا لياقته التي فقدها، ولم يعد يجتهد في التمارين كما يجب.
طبعا وجد بيب ضالته في الليو والذي لم يكن نجم الفريق الاوحد انذاك، لاعب صغير في العمر متعطش للبطولات ولنقش اسمه بحروف من ذهب في تاريخ النادي والكرة العالمية بشكل عام.
وكان لبيب مااراد فقد تفجرت طاقات اللاعب، واظهر انه قائد الفريق القادم للانتصارات حتى انسانا رونادينيو كما انسانا كل من اكزافي وانيستا المحراث البرتغالي ديكو.

ولكن ماذا حدث بعد اربع سنوات من العمل المضني والحصول على الالقاب تلو الالقاب.
ربما شعر جوارديولا بتراجع الحافز عند بعض اللاعبين واكاد اجزم ان الليو واكزافي على راسهم
للاسف ميسي في الموسم التالي وبعد رحيل بيب مباشرة:
- صار اللاعب اكبر من ان يؤدي دوره الدفاعي وهو امر اساسي لا غنى عنه في اسلوب بيب، الامر الذي ماكان ليسمح به بيب لو استمر في النادي
- ليو اصبح يبذل مجهودا اقل ويحقق النتيجة المطلوبة من الناحية الهجومية بحكم خبرته التي اكتسبها ، فلم نعد نشاهد الليو الذي يبذل المجهودات الجبارة لتسجيل الاهداف بل أصبح أكثر نجاعة أمام المرمى ولو بمجهود أقل وهو أمر يحسب للاعب من ناحية الهجوم فقط.
- ميسي أصبح يشكل رعبا لزملائه المهاجمين، فتراجع مستوى اليكسيس والذي قدم مستوى معقول جدا في اول مواسمه تحت قيادة بيب كان سببه الليو بشكل واضح، وكذلك وضع فيا على دكة البدلاء بالرغم من انه حقق عودة قوية بعد الاصابة وسجل عدة اهداف في بداية الموسم كان لاجل عيون ميسي، وجميعنا نذكر خلاف اللاعبين اثناء احدى المباريات ، والتي ظهر فيها الليو يصرخ بزميله مطالبا اياه بالتمرير، وكانه لا يحق لفيا ان يحاول بمفرده التسجيل، وطبعا لا عب هداف كديفيد فيا لن يقبل ان يلعب في ظل الليو، ولا يختلف اثنين على ان ديفيد فيا شعر بالظلم في اخر مواسمه مع البارسا، طبعا هنا ظهر ضعف شخصية تيتو وعدم قدرته على ضبط تصرفات ميسي على ارض الملعب
- ميسي وبعكس رونالدينيو لم يكن عنصرا مساعدا للاعبين الشباب ولا حتى النجوم القادرين من دوريات اخرى بل على العكس تماما ، ففي الوقت الذي تلقى قيه ميسي الدعم رونالدينيو عندما كان لاعبا شابا ، كان ميسي للاسف يشكل رعبا لباقي اللاعبين الشباب ، فشاهدنا لقطات يعاتب بها ميسي لاعبين شباب كتيللو وكوينكا ، لاعبين بحاجة للدعم في خط الهجوم ليكتسبوا الثقة المطلوبة ، حتى ابراهيموفيتش وبشخصيته القوية لم يتمكن من فرضها ،ولو ان ابرا لم يكن ربما خيارا مناسبا للبارسا من الاساس ،و لكن مع ذلك شاهدنا اللاعب معزولا في الهجوم، وكانه يشتكي من اتبعية الفريق لميسي.

- موضوع تعديل عقد ميسي بشكل متكرر، والراتب الذي كان يسير بشكل تصاعدي في ظل مستوى تنازلي للاعب، عدى عن أن ميسي وبشكل لم نعتاده منه ولا حتى من لاعبين أقدم منه دخل في سجال مع أحد اداريي البارسا بسبب تعديل عقده، كلها أمور جعلتني أشعر بأن ميسي أصبح وكأنه أكبر من النادي نفسه، فطلباته أوامر مطاعة، وبالرغم من أن النادي لم يرد ترك أي مجال لاغراء ميسي من قبل أندية أخرى كانت تحاول الدخول على الخط، ولكن برأيي الأسلوب كان خاطئا، فهناك وقت يجب أن تقول فيه للاعب لا، وبرايي احيانا هذه الكلمة تكون أفضل للنادي وحتى للاعب نفسه.

في النهاية ما اريد ان اقوله ان غوارديولا وجد بميسي حلا هجوميا اكثر من رائع بعد ان رحل ايتو ولم ينجح ابرا في تعويضه لعدم ملاءمته لاسلوب البارسا، فغير مركز ميسي من جناح أيمن الى العمق الهجومي أو المهاجم الوهمي، فابدع ميسي، ولكن هذا الحل اصبح مشكلة بحد ذاتها، فقد اصبح ميسي هداف الفريق الاوحد، ولكن للاسف على حساب تراجع كبير في مستوى باقي لاعبي خط الهجوم، بل وحتى التضحية بهم ليلعبوا بطريقة لايجيدونها كي تلائم ميسي، ربما تاتا اراد اعادة ميسي الى اليمين وشاهدناه يفعل ذلك احيانا، ولكن لا أحد يعرف حقا ما يحدث في كواليس النادي.

بالمحصلة، الفريق في هذا الموسم قدم مرحلة ذهاب جيدة جدا، وبدون ميسي، هذه المرحلة شهدت عودة الثقة للتشيلي وتفاهم كان مبشرا بينه وبين نيمار، كما ان بيدرو كان قد ابدع في بعض المباريات وتحسن هو الاخر بشكل ملحوظ، جميعنا كنا بانتظار عودة الاسطورة لنرى كيف سيكون برشلونة بوجود نيمار وميسي سويا ، وشخصيا كنت اتمنى ان يكون هجومنا مكونا من ميسي، نيمار وسانشيز. لكن المدرب فضل فابريغاس مع مئة علامة استفهام على وضع نيمار على اليمين.

اما مالم افهمه ابدا هو اداء ميسي في المباريات الكبيرة والحاسمة، فبعد ان استعاد تالقه وحمل الفريق على اكتافه في مباراة البرنابو من خلال تسجيله لهاتريك وصناعته لهدف انيستا، وتمريرته الساحرة لنيمار والتي اتت بركلة الجزاء وطرد راموس، ظننا ان الساحر سيقود الفريق الى الانتصارات، لكن كانت المفاجاة باداءه الباهت والغير مفهوم امام اتلتيكو والريال في نهائي الكاس ، عدى عن المباريات الصغيرة التي تفنن الفريق في اضاعة نقاطها.

شخصيا أحب ميسي كثيرا ، ولكن لا أحب تبعية الفريق المبالغ فيها له، أشعر أن الخطة تبنى عليه، واللاعبون يفتقدون الجرأة بسببه، أراهم يتألقون هنا وهناك، ويفتقدون التألق الى جانبه.
وأنا أحب أن أشاهد منظومة البارسا تعمل ، بنيمار وسانشيز وميسي، وليس ميسي وحده.

أسئلتي التي احب أن أناقشها:

- هل ترى أن ميسي ما زال يمتلك الحافز؟ أم هو من اللاعبين الذين كان يقصدهم بيب بكلامه
- ألا تعتقد أن ميسي له تأثير سلبي على زملائه في الهجوم، وهل المشكلة في (ابرا – فيا – سانشيز) أم أن المشكلة ستبقى موجودة مهما اختلفت الأسماء؟
- هل ترى أن ميسي يفتقد للانضباط وبحاجة لمدرب يسيطر عليه ويوظفه بالطريقة الأنسب للفريق لا الطريقة التي يفضلها الليو نفسه، وهل انريكيه قادر على ذلك؟
- ان استبعد انريكيه طريقة المهاجم الوهمي وأتى برأس حربة صريح ولنفترض أنه سواريز، هل سيقبل ميسي بأن يعود لمركز الجناح، أم ستتم التضحية بسواريز لشغل هذا المنصب؟
- هل أنت مع اعفاء ميسي من مهامه الدفاعية؟ وبرأيك هل أعفاه كل من تيتو وتاتا منها؟ أم أنه أعفى نفسه بنفسه منها؟
- و أخيرا ، متى برأيك يمكن أن نقول عن ميسي بأنه أصبح عبئا على الفريق؟

كالعادة إبداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

شكرا لك اخي على الخبر